تيار التوافق الوطني يدعو جميع الاطراف اليمنية للاستجابة لدعوة السلام

بسم الله الرحمن الرحيم القائل"وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" إلى جميع الأطراف والكيانات والسلطات اليمنية. نوجه إليكم هذا النداء ليلفت أنظاركم إلى مأساة بلدنا، ومحنة شعبنا، محنة لم يختارها وإنما وجد نفسه ضحية لها، وما خلفت من تضخم العملة وانهيارها، بجانب القتل والدمار للبنى التحتية، وانهيار الخدمات.

لقد أصبحنا اليوم على يقين، من أن قرار إنهاء الحرب يحتاج الى مبادرة شجاعة منكم ومن الاشقاء والاصدقاء.

وفي هذا الإطار، فإن تيار التوافق الوطني يرحب بمبادرة الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يعتبر سلام ورفاء الشعب اليمني جزء لا يتجزأ من أمن ورفاء المنطقة، بدعوة كل الأطراف الهادفة لإنهاء الصراع الدائر في بلادنا لفترة تجاوزت السبعة أعوام وخلفت أزمة إنسانية وانهيار اقتصادي وتشظي سياسي وتمزق اجتماعي غير مسبوق وينذر بالأسوأ إن لم نسعَ اليوم عاجلا ًغير آجل لوقف هذه الحرب والشروع في بناء السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية التي تحتاجها اليمن للتعافي على كل المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية والاجتماعية.

وتأتي هذه الدعوة الكريمة متزامنة مع حلول شهر رمضان المبارك بما يحمله لنا من مضامين وجدانية لإعلاء قيم المحبة والسلام والتعاون والتكافل. وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مسلم فإن تيار التوافق الوطني يدعو جميع اليمنيين دون استثناء لتلبية هذه الدعوة والالتفاف حولها لإنها تكاد تكون آخر الفرص قبل أن تغرق البلاد أكثر وأكثر في الهاوية السحيقة التي سيتعذر الخروج منها ونكون بذلك ساهمنا من حيث ندري أو لا ندري بتدمير وطننا الغالي وتسببنا بصورة مريعة في تعميق الآم ومعاناة شعبنا العظيم الذي يستحق منا كل التضحيات.

إن قبول هذه الدعوة هو دليل على تحمل المسؤولية أمام الشعب اليمني والجدية في السعي لإنهاء الحرب والصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية وكل التداعيات الكارثية للصراع المسلح. من يتجه إلى الحوار والسلام يعلن ببساطة بأنه طرف غير مستفيد من الصراع ويُعلي مصلحة الشعب على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة تضامناً مع المواطنين والمواطنات، وسوف يسجل التاريخ هذه المواقف للمستقبل والأجيال القادمة.

إن أهمية هذه الدعوة من أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأتي كذلك في أكثر الأوقات الدولية حساسية منذ الحرب العالمية الثانية وفي تفاقم الصراع في اوكرانيا بما يتضمن من عزوف المجتمع الدولي عن بؤر الصراع في أنحاء العالم المختلفة وتركيزه على هذا الصراع الخطير الذي لا يهدد أوروبا فحسب بل يهدد الأمن والسلام الدوليين. وهذا يفرض علينا وبإلحاح طي صفحة الحرب بصورة لا تحتمل التأجيل لإن اليمن ودول الخليج العربية جزء من المنظومة الدولية وسواء شئنا أم أبينا فسوف نجد أنفسنا متأثرين بهذه النزاعات الدولية التي ستفاقم معاناة اليمنيين.

مرة أخرى نحيّ ونثمن جهود أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية على هذه الدعوة وعلى دعمهم المستمر لبلادنا ونقدر أيضاً المكونات اليمنية وجميع القيادات نساء ورجالاً، التي ردت بإيجابية وبنوايا صادقة ومخلصة لقبول هذه الدعوة وندعو من مازال مترددا أن يكون إيجابياً ولا يتردد عن قبول يد السلام الممدودة للخروج من نفق الحرب المظلم إلى آفاق السلام الواعدة والمبشرة بالاستقرار لليمن ولجوارنا الإقليمي وللعالم.

اترك رد