
زارت مؤخراً وفودٌ من قيادة تيار التوافق الوطني بعض الدول الإقليمية المؤثرة في الشأن اليمني، ومنها المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
تأتي هذه الزيارات، التي ينسقها مسار العلاقات الخارجية في التيار، ضمن جهود التيار وتحركاته الأخيرة المبذولة لتفعيل عملية السلام من جديد بدءً من السعي إلى إيقاف الحرب ودفع الفرقاء للجلوس على طاولة الحوار والتفاوض.
ولإيمان التيار بأهمية أن يكون الحل يمنياً - يمنياً، فقد هدفت هذه الزيارات إلى التواصل والتنسيق والنقاش مع عدد من الشخصيات القيادية اليمنية الفاعلة ورفيعة المستوى المتواجدة في هذه الدول، ممن يأمل التيار بإسهامها المباشر في تحريك عجلة السلام المنشود من جديد، وتحديد أولويات وملامح المرحلة الانتقالية القادمة، والتي كان من ضمنها رؤساء ورؤساء وزراء سابقين، سياسيون وقادة عسكريين وقبليين، أمناء أحزاب يمنية ووجاهات اجتماعية. كما قامت وفود التيار بلقاء عدد من الشخصيات القيادية في البلدان العربية الشقيقة واطلاعهم على جهود التيار في هذا المضمار.
وقد خرجت مجمل النقاشات إلى نتيجة واضحة بأن الجميع بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية وموقعهم من الأزمة اليمنية باتوا على يقين وإيمان بضرورة وقف الحرب التي تسببت في أزمة اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة يعاني منها اليمنيون في جميع أنحاء اليمن، وهي الأزمة التي تزيد من حدتها وتعقيداتها حالة اللا حرب واللا سلم الراهنة وما يترتب عليها من المزيد من التشرذم والتشظي والانهيار الذي قد يقود إلى صراعات مسلحة بين جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك تلك الأطراف المتحالفة، وإلى استمرار عدم استقرار وأمن منطقة الجزيرة العربية.
وفي الزيارات تم التأكيد للجميع على التزام تيار التوافق الوطني بحيادتيه الإيجابية، ووقوفه على نفس المسافة من جميع الأطراف، بما يتوافق مع أهدافه وثوابته الرامية إلى سلام شامل عادل ومستدام يفضي إلى إعادة ترتيب الدولة اليمنية على قواعد التنمية والديمقراطية والتعددية السياسية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.