
21 مايو 2023: استضاف المسار السياسي في تيار التوافق الوطني الأستاذ خالد محفوظ بحاح، نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق، لتسليط الضوء حول الأزمة اليمنية والتحديات وفرص الحل. أدار اللقاء الدكتورة بلقيس أبو اصبع، العضوة المؤسسة في التيار، وحضر اللقاء عبر تقنية الزوم عدد كبير من أعضاء التيار.
تحدث بحاح في البداية حول التحولات السياسية منذ مؤتمر مشاورات الرياض العام الماضي 2022، وقال أن هندسة الشرعية على الرغم من نواياها الحسنة إلا أنها أنتجت وضع أكثر صعوبة وتعقيداً، وأنه خلال عام من عمر مجلس القيادة الرئاسي برزت تحديات كبيرة خاصة عدم اندماج مكوناته وتجانسها، وتباين المشاريع والصلاحيات لأعضائه، ولم ينتج عن كل هذا أي انعكاس إيجابي ملموس في أداء الحكومة.
كما نوه بحاح إلى أن الهدنة هي أمر مهم لكنها لازالت مشروطة ومهددة بالانهيار، مضيفاً أنه يخشى أنها تكتيكية لأخذ التنازلات وما يمكن من الشرعية وبعد ذلك يتم تركها خالية الوفاض بعد أن تكون قد قدمت كل شيء، واذا استمرت الأمور بهذا الاداء فأن ذلك يقلقنا وسيكلف جيل كامل من الانتكاسات حسب قوله.
وأضاف بحاح أن تحقيق السلام الدائم مهمة كبيرة تتطلب استراتيجية واضحة مالم فأنه يصب في مصلحة طرف واحد على حساب الوطن، مؤكداً اننا بحاجة الى مسار سياسي شامل وحوار مماثل لما حدث في محادثات الكويت عام 2016.
وفي ما يخص القضية الجنوبية، قال بحاح أن المعادلة بين الآمال المرجوة من المجلس الانتقالي وطبيعته الشمولية هي معادلة حتى الآن تسير نحو الانجرار إلى الماضي أكثر منه إلى مفهوم العمل السياسي والتعلم من التجارب السابقة في الجنوب، منوهاً إلى أن ما صدر عن المشاورات الجنوبية في عدن من الناحية النظرية شيء متقدم لكن ما هو غير مقبول هو تلك الممارسات النرجسية التي يقوم بها المجلس الانتقالي حسب وصفه، والتي لازالت تتناقض مع وثيقة المشاورات نفسها، مشيراً إلى ما شهدته حضرموت والحشد الذي قام به المجلس الانتقالي وإدخال قوات مسلحة إلى حضرموت هي أمور غير متعود عليها في حضرموت، كما أن مثل هذه الممارسات تتناقض مع ما صدر من وثائق في المشاورات الجنوبية، وسوف يكون لها ارتدادات آنية وبعيدة المدى .
أما بالنسبة لجماعة أنصار الله الحوثيين قال بحاح: ‘"لازلت استخدم مصطلح اخوتنا الحوثيين‘ ولم استخدم أي مصطلح آخر رغم التحديات التي نواجهها معهم، ولكن السقوف المرتفعة لا تخدم السلام، فنحن لا نستطيع ان نذهب إلى ما يريده الحوثيون، بل ينبغي أن يأتوا إلى طاولة الحوار بمعية بقية الأخوة جميعاً، ولدينا الكثير من المرجعيات حول شكل الدولة القادمة بما فيها مشروع مسودة الدستور، وكل شيء ممكن بحثه بالحوار بعيداً عن لغة العنف، فالأوطان هي للجميع في نهاية الأمر".